التفكير خارج الإطار الثنائي
2025-01-15 | @auxiliaryfrfr
بدايتي
العيش في عالم حيث يحاول تقاليده ومجتمعه فرض الكثير مما يُتوقع منا أن نكون، قد تجعل الضمائر تبدو وكأنها فعل من التحدي. بالنسبة لشخص مثلي، يعيش في العالم العربي ويشكك في هويته الجنسية، الضمائر هي أكثر من مجرد كلمات، هي خط حياة مهم يساعدك على اكتشاف من أنت.
كان الأمر يهمني أكثر باللغة العربية، حيث لا يمكنك التحدث مع أي شخص دون استخدام الأفعال والصفات المرتبطة بالجنس. وهذا ما جعل التحدث بالإنجليزية (لغة بها الكثير من البدائل المحايدة بين الجنسين) مفضلاً بالنسبة لي، لأنني لم أتمكن من استكشاف هويتي في مجتمع لم يكن على استعداد لسماعي.
خلال طفولتي، كان يُقال لي دائمًا من يجب أن أكون: ذكوري، قوي، مُتوافق مع المعايير الثقافية التي لم أشعر أبدًا بأنها لي. لم يكن الأمر يتعلق فقط بمظهري أو سلوكي؛ كان يتعلق بأن أكون "رجلًا" في عالم خائف وغاضب من الاختلافات. كان هناك دائمًا صوت داخلي يقول لي، "هذا ليس أنت."
اليأس والأمل
عندما بدأت أفهم الضمائر بشكل أعمق، شعرت وكأنني أخيرًا وجدت طريقة للتعبير عن نفسي. لكن الخوف من العقاب والاضطهاد منعني من أن أكون منفتحًا بشأن هويتي. اللغة العربية نفسها شكّلت تحديًا آخر، حيث لا توجد ضمائر غير ثنائية أو محايدة تقليدية. حتى عندما وجدت بعض العرب عبر الإنترنت الذين لا يذهبون للجنون على الفور بسبب هويتي، كانوا ما زالوا يرونني كـ "هو" أو "هي"، وشرح سبب عدم تناسب أحدهما (أو كليهما) كان يشعرني وكأنني أحاول تعليمهم لغة أجنبية.
كانت هناك لحظات فكرت فيها، "لماذا أزعج نفسي؟" الخوف من الرفض، الحاجة إلى شرح نفسي مرارًا وتكرارًا. أحيانًا كان يبدو من السهل أن أصمت. لكن الصمت ليس حرية. احتضان ضمائري وتشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه أصبح فعلًا من المقاومة. ليس فقط من أجلي، ولكن من أجل كل من في العالم العربي (و غيره) الذين يشعرون بعدم الانتماء في هذا الإطار الثنائي.
تحطيم الأعراف الثقافية ليس سهلاً أبدًا. لقد واجهت الارتباك والرفض وحتى العداء عبر الإنترنت. "لماذا تعقيد الأمور؟" يسأل البعض. ولكن الأمر ليس مجرد كلمات. إنه يتعلق بـ تكريم من هو الشخص حقًا، وليس ما يفرضه المجتمع عليه.
على الرغم من التحديات، وجدت أملًا. المجتمعات عبر الإنترنت، حتى في المساحات الناطقة بالعربية، بدأت تنمو. لقد وجدت أيضًا بعض الأصدقاء العرب الذين يشبهونني. الناس يخلقون كلمات جديدة ويعدلون اللغة لتعكس هويات كانت دائمًا موجودة ولكن لم يتم التعرف عليها. هذا ليس مثاليًا، لكنه تقدم.
الملاحظات النهائية
للذين يكافحون ببيئة مشابهة، اعلموا أنه سيكون كل شيء على ما يرام. لا أحد يدين لأحد بتفسير، وإذا شعرت أن لغتك أو ثقافتك ليس لديها مكان لك، تذكر أن اللغة تتغير. نحن لدينا القدرة على تشكيلها.
إلى الحلفاء: قد يبدو سؤال شخص عن ضمائره أمرًا صغيرًا، لكنه له تأثير ضخم. إنه يتعلق بـ التعرف على الشخص واحترامه، وهذا الفعل من اللطف يساهم في تحول ثقافي. بالنيابة عن مجتمعنا، شكرًا.
الضمائر هي حقيقتنا. هي جزء من قصتنا، نضالنا، وحرّيتنا. آمل أن من خلال مشاركة تجربتي، سيشعر الآخرون بأنهم أقل وِحدة في رحلتهم الخاصة.